فصل: (الرحمن: الآيات 5- 6):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن زنجلة:

55- سورة الرحمن عز وجل: {والحب ذو العصف والريحان} 12
قرأ ابن عامر {والحب ذا العصف والريحان} بالنصب حمله على قوله: {والأرض وضعها للأنام} 10 لأن {وضعها} بمعنى خلقها وخلق الحب ذا العصف وخلق الريحان هذا نعت للحب وحجتهما قوله: {فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى}.
وقرأ الباقون {والحب ذو العصف} عطفا على قوله: {فيها فاكهة} وفيها الحب ذو العصف فيكون ابتداء، قرأ حمزة والكسائي {والريحان} خفض وقرأ الباقون {والريحان} بالرفع.
فمن قرأ {والريحان} فإنه عطف على {العصف} أراد والحب ذو العصف وذو الريحان و{العصف} ورق الزرع وهو التبن كذا قال الضحاك و{الريحان} الرزق والعرب تقول ذهبنا نطلب ريحان الله أي رزق الله فقوله: {ذو العصف والريحان} أي ذو الورق قال السدي الحب الحنطة والشعير و{العصف} الورق و{الريحان} الرزق ومن قرأ {والريحان} بالرفع فإنه عطف على {الحب} ويكون المعنى فيها فاكهة وفيها الحب ذو العصف وفيها الريحان فيكون {الريحان} ها هنا هو الريحان الذي يشم ويكون أيضا ها هنا هو الرزق.
{يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} 22
قرأ نافع وأبو عمرو {يخرج منهما} بضم الياء وقرأ الباقون بالنصب من قال: {يخرج} بالضم كان قوله بينا لأن ذلك إنما يخرج ولا يخرج بنفسه فهما يستخرجان وحجته قوله: {وتستخرجون حلية} فهي مفعولة لا فاعلة ومن قرأ {يخرج} جعل الفعل للؤلؤ والمرجان وهو اتساع لأنه إذا أخرج ذلك خرج.
{وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلم} 24
قرأ حمزة وأبو بكر {وله الجوار المنشئات} بكسر الشين أي المبتدئات في السير قال الفراء {المنشئات} اللاتي أقبلن وأدبرن وقال بعض أهل النحو المعنى المنشئات السير فحذف المفعول للعمل به ونسب الفعل إليها على الاتساع كما يقال مات زيد ومرض عمرو ونحو ذلك مما يضاف الفعل إليه إذا وجد فيه وهو في الحقيقة بهبوب الريح ودفع الرجال.
وقرأ الباقون {المنشآت} بفتح الشين قال أبو عبيدة {المنشآت} المجريات المرفوعات الشرع وهي مفعولة لأنها أنشئت وأجريت ولم تفعل ذلك أنفسها أي فعل بها الإنشاء فهذا بين لا إشكال فيه.
{سنفرغ لكم أيه الثقلان} 31
قرأ حمزة والكسائي {سيفرغ لكم} بالياء أي سيفرغ الله لكم وحجتهما أنه أتى عقيب ذكر الله بلفظ التوحيد وهو قوله تعالى: {يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن} 29 فأجريا الفعل بعده على لفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظم واحد.
وقرأ الباقون {سنفرغ} بالنون الله يخبر عن نفسه وحجتهم أن ما جرى في القرآن من إسناد الأفعال إلى الله بلفظ الجمع وشبيه به قوله: {وقدمنا إلى ما عملوا} قالوا لأن معنى {سنفرغ} سنقصد بحسابكم ومعنى {وقدمنا} وعمدنا وقصدنا متقاربان.
{يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} 35
قرأ ابن كثير {شواظ} بكسر الشين وقرأ الباقون بالرفع وهما لغتان معناهما واحد.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {من نار ونحاس} بالخفض عطفا على قوله: {من نار} كأنه أراد من نار ومن نحاس قال يونس النحوي كان أبو عمرو يقول لا يكون الشواظ إلا من النار والنحاس جميعا والنحاس الدخان فعلى ما فسره أبو عمرو يكون النحاس معطوفا على قوله: {من نار} فيكون معناه يرسل عليكما شواظ وذلك الشواظ من نار ونحاس.
وقرأ الباقون {شواظ من نار ونحاس} بالرفع عطفا على الشواظ قال أبو عبيدة شواظ من نار لهب من نار لا دخان فيه وعن ابن عباس قال الشواظ لا دخان فيه فكلهم يريدون الذي لا دخان له أي يرسل عليكما نار محضة لا يشوبها دخان ويرسل عليكما دخان بعد ذلك فيكون واصفا شيئين من العذاب من نوع واحد كل واحد منهما عذاب على حدته.
واعلم أنه إذا كان الشواظ اللهب الذي لا دخان فيه ضعفت قراءة من قرأ {من نار ونحاس} ولا يكون على تفسير أبي عبيدة إلا الرفع في {نحاس} عطفا على قوله: {يرسل عليكما شواظ} ويرسل نحاس أي يرسل هذا مرة وهذا أخرى.
{فيهن قصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} 56
قرأ الكسائي {لم يطمثهن} بضم الميم وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان طمث يطمث ويطمث مثل عكف يعكف ويعكف والمعنى لم يمسسهن ولم يفتضهن.
{تبارك اسم ربك ذي الجلل والإكرام} 78
قرأ ابن عامر {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} بالواو جعله نعتا للاسم وقرأ الباقون {ذي الجلال} بالياء نعتا للرب. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الرحمن:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[الرحمن: الآيات 1- 4]:

{الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ القرآن (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4)}.

.الإعراب:

(القرآن) مفعول به ثان، والمفعول الأول محذوف تقديره من شاء...
جملة: {الرحمن علّم القرآن} لا محلّ لها ابتدائيّة وجملة: {علّم} في محل رفع خبر المبتدأ {الرحمن} وجملة: {خلق} في محلّ رفع خبر ثان وجملة: {علّمه البيان} في محلّ رفع خبر ثالث.

.[الرحمن: الآيات 5- 6]:

{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6)}.

.الإعراب:

{بحسبان} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أي: جاريان بحسبان جملة: {الشمس} {بحسبان} لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: {النجم} {يسجدان} لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة وجملة: {يسجدان} في محلّ رفع خبر المبتدأ {النجم}.

.الصرف:

{النجم}، اسم للنبات الذي لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ}.
المراد بسجودهما انقيادهما له تعالى فيما يريد بهما طبعا، شبه جريهما على مقتضى طبيعتهما بانقياد الساجد لخالقه وتعظيمه له. ثم استعمل اسم المشبه به في المشبه. فهناك استعارة مصرحة تبعية.
2- فن التوهيم: في قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ}.
وهذا الفن هو عبارة عن إتيان المتكلم بكلمة، يوهم باقي الكلام- قبلها أو بعدها- أن المتكلم أراد اشتراك لغتها بأخرى، أو أراد تصحيفها أو تحريفها، أو اختلاف إعرابها، أو اختلاف معناها، أو وجها من وجوه الاختلاف، والأمر بضد ذلك فإن ذكر الشمس والقمر يوهم السامع أن النجم أحد نجوم السماء، وإنما المراد النبت الذي لا ساق له.

.[الرحمن: الآيات 7- 13]:

{وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (10) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (12) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (13)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة في الموضعين {السماء} مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده.
جملة: رفع {السماء} في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه البيان وجملة: {رفعها} لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: {وضع} في محلّ رفع معطوفة على جملة (رفع المقدّرة) 8- (أن): حرف مصدري ونصب (لا) نافية، {في الميزان} متعلق بـ {تطغوا} والمصدر المؤوّل {ألّا تطغوا} في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق بـ {وضع} أي لئلّا تطغوا...
وجملة: {تطغوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 9- (الواو) اعتراضيّة {بالقسط} متعلّق بحال من فاعل أقيموا (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة...
وجملة: {أقيموا} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {لا تخسروا} لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة 10- 13- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة {الأرض} مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده {للأنام} متعلّق بـ {وضعها}، {فيها} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {فاكهة} (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأي) متعلّق بـ {تكذّبان}.
وجملة: وضع {الأرض} في محلّ رفع معطوفة على جملة وضع الميزان.
وجملة: {وضعها} لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: {فيها فاكهة} في محلّ نصب حال من الأرض وجملة: {بأي} {تكذبان} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما فصّل فبأي آلاء.

.الصرف:

{الميزان}، الأول بمعنى العدل، والثاني بمعنى مقياس الوزن، والثالث بمعنى الموزون... وانظر الآية (152) من سورة الأنعام.
(12) {العصف}: اسم جامد لورق كلّ نبات يخرج منه الحبّ، وزنه فعل بفتح فسكون {الريحان}، هو مصدر في الأصل ثمّ أطلق على نبت معروف ذي رائحة، وهو الرزق أيضا، وعند الفرّاء هو ورق الزرع، ووزنه فعلان بفتح الفاء.

.البلاغة:

التكرير: في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ}.
فقد تكررت كثيرا في هذه السورة، وهذا التكرار أحلى من السكر إذا تكرر. وإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة، فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها وبّخ على التكذيب بها، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال؟ ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرر به، وهو كثير في كلام العرب.

.[الرحمن: الآيات 14- 16]:

{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (16)}.

.الإعراب:

{من صلصال} متعلّق بـ {خلق}، {كالفخّار} متعلّق بنعت لـ {صلصال}، {من مارج} متعلّق بـ {خلق} الثاني {من نار} متعلّق بنعت لـ {مارج}، {فبأي} {تكذّبان} مثل الأولى مفردات وجملا جملة: {خلق الإنسان} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {خلق الجانّ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الصرف:

(الفخّار)، اسم لما طبخ من الطين، وزنه فعّال بفتح الفاء {مارج}، اسم لما اختلط من أحمر وأخضر وأصفر، وقيل بمعنى الخالص، وقيل اللهب المضطرب، وزنه فاعل بكسر العين.

.[الرحمن: الآيات 17- 18]:

{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (18)}.

.الإعراب: